العَرْصة ,العقار , الأرض في القوانين والانظمة العمرانية. مفاهيم متعددةتطبيقات مختلفة . حسام صفدي

فسرت المعاجم العربية مفهوم كلمة الارض والعقار والعَرْصة وذلك قبل صدور القوانين العمرانية واستخدام هذه الكلمات فيها بوقت  طويل . العَرْصة :هي البقعة الواسعة بين الدور لا بناء فيها . العقار: هو الملك الثابت الذي له أصل كالأرض والدار والضياع وغيرها, أما الأرض فهي الكوكب الذي نعيش عليه .

استخدم المشرع فيما بعد ولأسباب تقنية تتعلق بمفاهيم وأهداف كل قانون هذه الكلمات ومفاهيمها لتفي بالغرض المطلوب في هذا القانون أو ذاك .

إذا كان وجود أكثر من تعريف ومفهوم للعَرْصة في أنظمة البناء النافذة غريبا للعديد من الخبراء المهندسين والقانونيين العاملين في هذا المجال لا يبدو هذا جديدا أو غريبا لأولئك الذين واكبوا وتفهموا الاسباب الكامنة وراء صدور وتطور هذه القوانين في السنوات الاربعين الماضية .

تستعرض هذه الورقة مفهوم العَرْصة والعقار والأرض في كل من القانون 14 لعام 1974 المتضمن إعمار العرصات والقانون رقم 3 لعام 1976 المتضمن منع الاتجار بالاراضي والقانون رقم 9 لعام 1974 المتضمن تقسيم وتنظيم وعمران المدن والمرسوم التشريعي رقم 20 لعام 1983 المتضمن قانون الاستملاك .سنكتفي بدراسة الاراضي الواقعة ضمن المخططات التنظيمية وإن عالجت بعض هذه القوانين لمواقع أراض زراعية واقعة خارج تلك المخططات التنظيمية.

 

هل فشلت الخطة الخمسية العاشرة للادارة المحلية والاسكان عن تحقيق اهدافها؟ حسام صفدي

لم نفاجأ نحن اللذين شاركوا بوضع وتنفيذ  خطط خمسية سابقة بعدم تمكن الحكومة من تنفيذ كل ما جاء بالخطة الخمسية العاشرة. العارف بالأمور يعي أن تنفيذ أي خطة يحتاج على الأقل الى عاملين الاول السيولة المادية ليس بالقطع المحلي فقط بل وبالاجنبي وهو الاصعب والعامل الثاني الموارد البشرية القادرة على تنفيذها يضاف الى ذلك ان الخطة الخمسية العاشرة الطموحة  لم تأخذ بعين الاعتبارات الظروف والشروط الواجب توفرها لتنفيذ طموحاتها وبالطبع طموحات الوطن . يصادف التنفيذ عادة خلال تنفيذ الخطط الخمسية صعوبات مالية وعوامل خارجية لم توضع في الحسبان .لقد صادفتنا خلال العقود السابقة خطط كانت فيها الموارد المالية أقل من المطلوب وواجهتنا خطط اعتذرت فيها جهات التزويد المالي بالقطع الاجنبي عن تأدية ما التزمت به عند وضع الخطة . الوصول الى الهدف بالخطة يشبه تسديد الأهداف في المباراة الحقيقية فلنجاح الفريق على ارض الملعب يتطلب وجود المدرب القدير والتعاون الايجابي بين أفراد الفريق الواحد والتدريب الكافي وبمساعدة أرض الملعب المفروشة بالعشب الجيد والطقس الخارجي الملائم تنجح خطة اللعب ويستطيع الفريق تسديد الأهداف التي يتوق إليها.

 

توسع مدينة دمشق بين أحلام الرؤية الاستراتيجية , تراجيديا الريف المتاخم ووقائع الدراسة اليابانية حسام صفدي

لا شك أن من يقطن مدينة دمشق يعيش الخطوات الجريئة التي تقوم بها محافظة دمشق في سبيل تنفيذ مخططها التنظيمي وحل المشاكل العالقة بخصوصه منذ سنوات.

إن هذا لا يعني أن العمران في مدينة دمشق متمثلا بمخططها التنظيمي أصبح مطواعا وأن دمشق أصبحت قادرة على التغلب على جميع التحديات التي تواجهها.إن العارف بالامر والخبير بمتاهات الواقع أقدر على تقدير ما يمكن تحقيقه ومالا يمكن لذا فإن وعودا وأحلاما في استراتيجية غير عملية وغير واقعية صدرت للمخطط التنظيمي لمدينة دمشق سوف تتحض كثير من النجاحات المحققة في المدينة وستوقع الجهات الوصائية والمواطن على السواء بخيبة أمل قد تغطي النجاحات التي قدُمت وأنجزت .

 

هل نواجه التحدي ونتجاوز أسباب تراجع منظومتنا العمرانية ؟ حسام صفدي

¨ إن اشغال الأبنية العشوائية ومخالفات البناء في مدننا الكبرى بنسبة تقارب 30% إن دل على شئ فإنما يدل على فشل نظامنا العمراني ومخططاتنا التنظيمية في استيعاب سكان المدن في مناطق نظامية يتوفر فيها الحد الادنى من المتطلبات الصحية والبيئية.ومهما كانت الاسباب اقتصادية ,اجتماعية أو سياسية (هجرة من الريف, نسبة عالية من التزايد السكاني ,نزوح بسبب الاحتلال ) فالنتيجة تبقى واحدة : فشل أو تراجع في منظومتنا العمرانية.